منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-21, 08:45 AM   #151
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 138 »
السيرة النبوية العطرة (( أبو سفيان يهرب بالقافلة عن طريق الساحل ))
______

لماذا اختار النبي - صلى الله عليه وسلم – بدرا ؟؟ لأن أبا سفيان وقافلة قريش الآتية من بلاد الشام لا بد لها أن تمر إلى بدر، لأن بدرا فيها الماء وهي طريق الشراب للعير ، فكانت خطة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي أن يعترض العير عند بدر ، وبدر هو واد يبعد عن المدينة {{ ١٥٠ كم }} ، فيه مجموعة من الآبار ، كانت القوافل التجارية التي تمر بهذا الطريق تتوقف عند بدر، فتشرب الإبل ، ويملؤون أسقيتهم ، ويرتاحون ، وترتاح الإبل ، [[ يعني مثل ما نسميها الآن على طريق السفر استراحة ]]

واسمها بدر؛ لأن في البداية كانت البئر{{ لرجل اسمه بدر }} لذلك سميت آبار بدر . وقبل أن يصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر أرسل اثنين من الصحابة إليها ليستطلعا الأمر، [[ يكتشفان الطريق ، ويعرفان أخبار القافلة متى تصل ]] ،

فلما وصلا إلى ماء بدر، سمعا جاريتين إحداهما تطالب الأخرى بدرهم لها عندها ، وترد عليها الأخرى : بأنها سترد لها الدرهم عند وصول قافلة قريش غدا أو بعد غد ، [[ يعني بس توصل قافلة قريش ونسترزق منهم ، بردلك الدرهم ، فموعد وصولهم اقترب غدا أو بالكثير بعد غد ]] فعرف الصحابيّان أن قافلة قريش تبعد عن بدر مسيرة يوم أو يومين ، فرجعا و أخبرا النبي - صلى الله عليه وسلم - .

الآن ننتقل مباشرة إلى أبي سفيان وقافلة قريش ، أبو سفيان عنده خبر بخروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبدر ، وقد أرسل {{ ضمضم }} ليستنجد بقريش ، وفي نفس الوقت كان أبو سفيان يتقدم بقافلته تجاه بدر بحذر شديد، وقد شك أن يتربص به المسلمون عند بدر، ولذلك عندما اقترب من بدر أوقف القافلة بعيدا عن بدر، وتقدم إلى بدر بنفسه ، فلما جاء أبو سفيان إلى بدرسأل القبائل التي تقيم عند بدر : هل رأيتم جيشاً ؟؟

هل رأيتم محمدا ؟؟ قالوا له : ما رأينا شيئا ، إلا إننا قد رأينا راكبين أتيا إلى هذا المكان

[[ وأشاروا إلى المكان الذي كان به الصحابيان فأناخا به ، ثم استقيا وانصرفا ]] ، فجاء أبو سفيان إلى مكان وقوف خيل الفارسين ، فأخذ من روثها [[ أي براز الخيل ]] ، وفركه في يده ، وفتته فوجد فيه نوى التمر ، فقال : هذه علف يثرب

[[ أرايتم ذكاء العرب ؟؟ ]]، هذه والله عيون محمد وأصحابه، ما أرى القوم إلا قريبا منا .
فرجع أبو سفيان إلى القافلة مسرعا ، وأوقف بالطبع التقدم ناحية بدر ، ثم اتجه بالقافلة على ساحل البحر الأحمر ، وسار بمحاذاة الساحل ، وهو طريق لا تسلكه القوافل لأن فيه صعوبة في السير، وبذلك استطاع أن ينجو بالقافلة و أرسل إلى جيش مكة أنه قد نجا بالقافلة ، وطلب منهم الرجوع إلى مكة ، ولا حاجة لنا بالقتال بصفته {{ زعيم قريش }} في ذلك الوقت .

وصلت رسالة أبي سفيان ونجاة القافلة لجيش قريش وهو بالجحفة ، التي تبعد عن مكة حوالي {{ ١٨٠ كم }} ،

واستعد الناس للرجوع وأعجبهم الرأي، [[ لأنهم خرجوا يحمون تجارتهم ]] ، فقام (( أبو جهل )) وأصر على استكمال السير وقال في كبريائه وغطرسته : والله لا نرجع حتى نرد بدرا ، فنقيم عليها ثلاثا ؛ ننحر الجزور، ونطعم الطعام ، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القيان ، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدا .

وصارت مناقشات بين سادة قريش ، فقام حكيم بن حزام

[[ تذكرون هذا الاسم ؟ تكون خديجة رضي الله عنها عمته ، لما أهداها زيد بن حارثة ]]، حكيم كان من عقلاء قريش ، لم يعجبه كلام أبي جهل ، فذهب إلى عتبة وطلب منه الحديث ، [[ وكان عتبة أكبر رجل في قريش بالعمر وكان سيدا في قومه ]] فخاطب عتبة قريشا قائلا :

أيها الناس قد سمعتم أن تجارتكم في أمان ، وإن الذي أرسل يستنصركم ، أي أبو سفيان هو الذي أرسل إليكم عدم الخروج للحرب ، فإني أرى أن نرجع ولا نرد ماء بدر، فإنها حرب لا أراها إلا قرون ، ينظر الرجل في وجه الرجل يكرهه ، يقول هذا قتل أخي ، وهذا قتل أبي ، وهذا قتل عمي ؛ فإنما هم أهلكم ، واتركوا محمدا ومن معه للعرب ، فإن أصابوه فقد كفيتم منه ، وإن ظهر محمد فعزه عزكم .

فقام أبو جهل وقال كلمات استفز فيها عتبة بن أبي ربيعة ، وأبطل حكمته ، فغضب عتبة ونفخ الشيطان في أنفه ، فأقسم عتبة أنه أول من يخوض الحرب ، فحمي وطيس الحرب ، ووافق أبو جهل غالبية أهل مكة، بينما لم يوافقه {{ بنو زهرة }} و انسحبوا عائدين الى مكة ، فقل عدد جيش قريش ، و أصبحوا قرابة الألف .
يتبع إن شاء الله . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-13-21, 07:47 AM   #152
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 139 »
السيرة النبوية العطرة (( النبي - صلى الله عليه وسلم - يستطلع خبر قريش ))
______
تقدم جيش قريش إلى بدر لمواجهة المسلمين ، رغم أن قافلة أبي سفيان قد نجت ؛ فوصلت أخبار للنبي - صلى الله عليه وسلم - بأن أبا سفيان قد هرب بالقافلة من جهة الساحل ، وأنه استنجد بقريش ، وأن قريشا في طريقها إلى بدر . قال تعالى :

{{ إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ }} ، [[ العدوة يعني حافة الوادي ؛ بدر منطقة وادي لها حافتان : العدوة القصوى يعني حافتها القصوى أي البعيدة جهة مكة ، والعدوة الدنيا أي حافتها القريبة جهة المدينة المنورة التي وصل إليها النبي - صلى الله عليه وسلم – الآن ]] .


وصل - صلى الله عليه وسلم - إلى العدوة الدنيا ، وأيضا وصلت قريش للعدوة القصوى وأناخوا بها واستراحوا ، وكان بينهما تلال لا يرى من خلالها أي فريق الآخر . فلما وصل النبي - صلى الله عليه وسلم - هناك خرج بنفسه ، واصطحب أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - ليستطلع الأخبار بنفسه ، فجاءا على شيخ من شيوخ العرب كبير يقال له {{ الضمري }} ،

وسأله النبي : ماذا عندك من خبر قريش وعيرها ؟ ومحمد وصحبه ؟؟ فقال الشيخ : ممن أنتما ؟ {{ يعني إنتوا من أي فريق مشان يعرف كيف يحكي معهم }} ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أخبرتنا أخبرناك

[[ أول شيء أخبرنا وسوف نخبرك ]] فقال الشيخ : فإني سمعت أن محمدا وأصحابه [[ وهو لا يعرف النبي ]] خرجوا بغية عير قريش ، في يوم كذا وكذا ، فإن كان قد صدق من أخبرني فإن محمدا وأصحابه اليوم في مكان كذا وكذا [[ بالمكان اللي معسكر فيه النبي بالضبط ]]

وسمعت أيضا أن أبا سفيان أرسل يستنصر قريشا ، وخرجت كلها لتحمي عيرها في يوم كذا وكذا ، فإن كان الذي حدثني صدقني ، فإن قريشا اليوم ستكون في مكان كذا وكذا [[ أخبره بالمكان اللي فيه قريش بالتمام وهو العدوة القصوى ]] .
وأما أبو سفيان ، فقد علم الخبر وسلك طريق ساحل البحر ، فلا أعرف أين اليوم كان [[ يعني ما بعرف مكان هروبه ]] ،

قال : ها أنا قد أخبرتكم . فأخبراني ممن أنتما ؟؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم : نحن من ماء .. ومضى . . . يقول أبو بكر : فنظرت إلى الرجل يقلب كفيه !! وضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : يا أبا بكر، قد أجبناه وصدقناه :

{{ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ }} .هذه حكمة نبينا - صلى الله عليه وسلم - .
هكذا علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن قريشا تقترب من ماء بدر، فلما كان المساء أرسل الى بدر {{ كتيبة استطلاعية }} ،

فوجدت عند ماء بدر غلامين لقريش يملآن أسقية ، فقامت الكتيبة بأسرهما ،وذهبت بهما إلى معسكر المسلمين ، واعترف الغلامان أنهما يملآن أسقية لقريش التي هي وراء هذا الكثيب [[ أي عند العدوة القصوى ]]، ثم سألهما النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عدد القوم فقالوا : لا نعلم ؛ ولكنهم ينحرون يوما تسعا ويوما عشرا

[[ اي جمال ]] ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: القوم فيما بين التسعمائة إلى الألف . ثم قال لهما: فمن فيهم من أشراف قريش؟ قالا: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وزمعة بن الأسود ، وغيرهم من سادة قريش ،

فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم -على الناس وقال: هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها ، هنا تأكد للرسول - صلى الله عليه وسلم - أن العير قد فلتت ، وأن جيش مكة قد خرج للقتال، وأن جيش مكة جيش كبير مدجج بالسلاح ، وأن قوامه تقريبا {{ ثلاثة أضعاف }} جيش المسلمين !!.

إنّ الرسول - صلى الله عليه وسلم – يعلم تماما أنّ الصحابة لم يخرجوا لقتال ، وإنما خرجوا لمهاجمة قافلة تجارية حراستها أربعون رجلا ، [[ تخيلوا مش مجهزين نفسهم لاي معركة ولا قتال وعدد قريش كبير ]]

وهذا درس لتتعلم الأمة جميعها أن نصر الله لا يأتي بالعدة والعتاد ، صحيح هي أسباب يجب الأخذ بها ، ولكن الحقيقة المطلقة أن النصر من {{ الله }} ، فلا يرعبنا العدو بطائراته و صواريخه ومفاعلاته النووية ، فكلها تسقط أمام عظمة الله وقدرته ، هذه هي قوة الإيمان المطلوبة في مواجهة العدو بعد أن نأخذ بالأسباب . [[ إنه الله ، الله ، الله يا أمة محمد ]] ، ثمّ جمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصحابة ليستشيرهم ، ويعرف مدى استعدادهم لهذه المواجهة .

يتبع إن شاء الله

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-13-21, 07:48 AM   #153
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 140 »
السيرة النبوية العطرة (( النبي - صلى الله عليه وسلم – يستشير أصحابه ))
___________

عندما أيقن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعداد قريش للقتال ،جمع أصحابه ليستشيرهم في الأمر، جمعهم وصارحهم بالخبر وقال : أشيروا علي أيها الناس! [[ لماذا ؟ لأنهم خرجوا للقافلة وليس للقتال الذي لم يكن بالحسبان على الإطلاق ]] .قال : أيها الناس ، ما ترون في قتال القوم ؟؟

فقال بعض الصحابة : لا والله مالنا طاقة بقتال العدو ، ولكن أردنا العير . وقال البعض : لم تعلمنا أنا نلقى العدو فنستعد لقتالهم . فظهرت الكراهة في وجه النبي- صلى الله عليه وسلم - وقال : ما ترون في قتال القوم ؟

أشيروا علي أيها الناس . فقام أبو بكر فقال خيراً، فأثنى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم – بخير . ثم قام عمر فقال خيراً ، فأثنى عليه النبي بخير. ثم قال : أشيروا علي أيها الناس . ثم قام المقداد بن الأسود وهو أيضا من المهاجرين ، وقال :


يا رسول الله امضِ لما أُمرتَ به فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : {{ قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }} ولكن نقول : اذهب أَنت وربك فقاتلا إِنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق نبيا ، لنقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك ومن خلفك حتى لو وصلت بنا إلى برك الغماد ،

[[ برك الغماد موقع يقال في أقصى اليمن وقيل إنه عند البحرين تضرب العرب في مكة المثل به في البعد]] ، يعني نقاتل ونقطع المسافات الطويلة ونحن بين يديك ، فأثنى عليه النبي ودعا له بخير . ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: أشيروا علي أيها الناس .

( يكررها - صلى الله عليه وسلم - لأنه يريد أن يعرف رأي الأنصار ، والذين تكلموا الآن كلهم من المهاجرين ) . تذكرون في بيعة العقبة الثانية ، عندما بايع الأنصار النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحموه إذا دخل ديارهم وليس فيها أن يُقاتلوا معه خارج المدينة ، فأراد - صلى الله عليه وسلم - أن يعرف رأيهم ، كذلك الأنصار أكثر عددا فهم فوق ال ٢٠٠ رجل والمهاجرون بضع وسبعون !!


ففطن لذلك {{ الصحابي الجليل سيد الأنصار سعد بن معاذ }} ، ذلك البطل الذي اهتز له عرش الرحمن ، سعد بن معاذ كما قلنا أسلم وعمره ٣٠سنة ، ومات وعمره ٣٦ سنة ! فماذا فعلت يا ابن معاذ في {{ ٦ سنوات }}

كي يهتز عرش الرحمن لموتك ؟؟! لنتأمّل له هذا الموقف :
وثب قائماً وقال سعد : والله لكأنّك تريدنا يا رسول الله! قال له :

أجل . فقال سعد بعد أن حمد الله : يا رسول الله لقد آمنا بك ، وصدقناك ، وشهدنا أنما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، وإنك خرجت تريد أمراً ، ولعل الله أراد غيره أمض يا رسول الله لما أراك الله ، فوالله ما نكره بأن تلاقي بنا عدونا غداً ، ولو استعرضت بنا هذا البحر وخضته لخضناه معك ، وما تخلف منا رجل واحد . يقول الصحابة : فتهلل وجهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : أبشروا وسددوا وقاربوا ، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم .


هل لاحظتم معي كيف ظهر معدن العرب الأصيل ووفائهم بالعهود ، و حبّهم لله و لرسوله ، وشجاعتهم ؟؟ هل رأيتم موقف المقداد و موقف سعد وموقف باقي الصحابة ؟؟ أين هذا من موقف اليهود الذين قالوا لنبيهم موسى :


{{ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }} ، لذلك سنرى لاحقا كيف تآمروا مع المنافقين على المسلمين ، وكيف نقضوا عهودهم مع النبي – صلى الله عليه و سلم .
مضى الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام - رضي الله عنهم - إلى مواجهة قريش وقتالهم ، وهذا ما أرادته حنكة النبي السياسية ، ففي قتال قريش تثبيت لهيبة المسلمين ،

بينما في انسحاب المسلمين إظهار لهيبة قريش ؛والتي من الممكن أيضا أن تتجرأ على المسلمين و تهاجمهم في المدينة فيضعف المسلمون ، وتضعف دعوتهم ، و يصبح موقفهم ضعيف جدا أمام باقي القبائل . . . . وصل - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، و أمامه الآبار ، وهو في انتظار جيش قريش للمواجهة .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-15-21, 08:20 AM   #154
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 141 »
السيرة النبوية العطرة (( المسلمون في بدر ))
______
مضى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد علم أن قريشا وراء التل في بدر بالجهة المقابلة ، فأمر أصحابه أن يأتوا أقرب ماء من بدر ويعسكروا فيه ، فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - شاب من الأنصار عمره {{ ٣٣ }} سنة وكان شجاعا وجريئا ومتكلما اسمه

{{ الحباب بن المنذر بن الجموح }} - رضي الله عنه - وهو جندي من الجنود ، جاء وقال: يا رسول الله ،أهذا منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه ولا نقصر عنه ؟

أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ [[ هل المكان اللي أمرتنا نعسكر فيه وحي من الله ؟ إذا وحي من الله مالنا حكي ، إذا مجرد رأي منك يمكن يكون لنا فيه رأي ]] فقال له - صلى الله عليه وسلم -: بل هو الرأي والحرب والمكيدة .

[[ النبي المؤيد بالوحي ، سيد خلق الله أجمعين ، وسيد القوم وحاكمهم ، لا يخدع رعيته ، ولا يجد حرجا إذا سمع رأيا من أي شخص من أصحابه ، ما في رتب ولا نجوم على الكتف أيامها ، جندي يا أمة الإسلام ، جندي ]] قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة ، فماذا ترى ؟

قال : ما أراه لك منزلا يا رسول الله ، فإن الماء يلعب دورا في الحرب . أرى أن تمشي بالناس ، حتى نكون أقرب ماء من الجيش [[ يعني من جهة قريش ]] وإني يا رسول الله أعلم هذه البئر وغزارته ، نبني عليه حياضا ثم نغور غيرها من الآبار[[ أي نردم ]] فنشرب ولا يشربون . قال له - صلى الله عليه وسلم - : لقد أشرت بالرأي ، فانهضوا على رأي أخيكم . فقام الجيش كله ونزلوا على رأي الحباب بن المنذر.
أرأيتم حبيب قلوبنا - صلى الله عليه وسلم - طبق ما يريده الله منه قبل أن تنزل عليه الآيات والوحي ؟

بدر أول معركة ، وأنزل الله بعد معركة أحد هذه الآية : {{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }}. تقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - بجيشه، وفعل كما أشار عليه {{ الحباب بن المنذر}} فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - على أغزر بئر فيه ماء في بدر، وجعل كل الآبار خلف ظهره ، وردم كل هذه الآبار

[[ دفنوها بالتراب والحجارة ]] ، ولم يترك إلا بئرا واحد ، وبنى حوضاً على هذه البئر وملأها بالماء [[ حتى يسهل الشرب على المسلمين، وعلى دوابهم ، عشان وقت المعركة يشربوا بسرعة ما يصيروا يسحبوا الماء من البئر أثناء الحرب ]] ووضعوا حولها المغارف [[ مثل الكاسات عشان الجندي مباشرة يشرب ويرجع يقاتل ]] وهكذا تحكم المسلمون في مصدر المياه ، واستخدم النبي- صلى الله عليه وسلم -هذا السلاح الهام جدا وهو سلاح المياه ،

وخصوصا في تلك البيئة الصحراوية، لتحقيق ميزة نسبية كبيرة للمسلمين في مواجهة جيش مكة .
تقدم جيش قريش حتى نزل في الجهة الأخرى من الوادي، وقد صور لنا القرآن العظيم جغرافية ميدان المعركة بصورة رائعة، فقال تعالى :

{{إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }}

[[ كما أخبرتكم من قبل : العدوة ، أي جانب الوادي فبدر لها حافتين ، وفي هذا الوادي منطقة فاضية مثل ساحة الملعب أطرافه مرتفعة ، نسمي طرف الوادي المرتفع عدوة ، العدوة الدنيا يعني جهة المدينة المنورة ، والعدوة القصوى البعيدة من جهة القادم من مكة ، بين العدوتين بعض التلال ]] ،
ثم يقول تعالى : {{ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }}أي العير أو الجمال التي تحمل تجارة قريش التي مع أبي سفيان والتي اتجه بها أبو سفيان ناحية مكة بمحاذاة ساحل البحر، وقد قال تعالى :

{{ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }} يعني ناحية الجنوب ، وأيضا للتعبير عن ساحل البحر [[ لأن ساحل البحر يكون دائما أسفل من أي أرض يابسة، حتى أنهم اتخذوا سطح البحر الآن مقياسا للارتفاعات والانخفاضات، فيقال هذا ارتفاعه كذا متر أعلى سطح البحر ]] ،

فالآية {{ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }} قالت لنا بأسلوب معجز وجميل إن العير اتجهت جنوبا بمحاذاة سطح البحر، هكذا رسم لنا القرآن العظيم جغرافية أرض المعركة بدقة شديدة ، وفي كلمات قليلة وبأسلوب معجز رائع
سبحانك ربي ما أعظمك .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-16-21, 09:44 AM   #155
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 142 »
السيرة النبوية العطرة (( بدر قبل بدء المعركة ))
______
أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - برأي {{ الحباب بن المنذر }} وتقدم بجيشه ، وجعل كل آبار بدر خلف ظهره، وردم كل هذه الآبار، ولم يترك الا بئرا واحدا، ثم وقف سعد بن معاذ - رضي الله عنه وأرضاه – قائلا : يا رسول الله ، إني أرى أن نبني لك عريشا على هذا التل ، فتكون بعيدا عن ساحة المعركة مشرفاً عليها ، وأن نضع عندك الراحلة ، ثم نلقى عدونا ، فإن أظهرنا الله عليهم كان ذلك ما أحببنا [[ يعني النصر ]] ،

وإن كانت الأخرى [[ شوفوا أدب الصحابة ، لم يقل الهزيمة ]] جلست على الراحلة ولحقت بإخوان لنا بالمدينة ، ما تخلفوا عنك رغبة ، ولو كانوا يعلمون أنك تلقى عدوا ما تخلف منهم رجل قط

[[ شايفين كيف بحفظ إخوانه من الصحابة اللي في المدينة وما خرجوا معهم ،، ما بحكي عليهم ، مش مثل بعض الناس اليوم كل واحد بضرب اسفين للثاني ..وتقارير ]] . استحسن النبي - صلى الله عليه وسلم – هذا الرأي واتخذ صاحبا له في العريش هو أبا بكر الصديق ، وكان سعد بن معاذ هو الحارس على العريش . وموقف سعد بن معاذ يدل على ذكاء عسكري ، فالقيادة يجب أن تكون آمنة ، و التوكل على الله لا يعني عدم الأخذ بالأسباب .

بات النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه تلك الليلة مشرفين على بدر وباتت قريش خلف التلال ، ليلة خميس على جمعة {{ ١٧ رمضان }} ، وكانت الرمال في وادي بدر شديدة النعومة ، والمشي عليها مرهق جدا ، وفي تلك الليلة أصاب بعض الصحابة الحدث [[ يعني الجنابة ]] ،

وهبت ريح ، ودخل الرعب نفوس البعض منهم ، فأنزل الله عليهم المطر ، وكان في الجهة التي فيها النبي وصحبه طلّ [[ يعني ندى ]] فأصبحت الأرض التي يسير عليها المسلمون متماسكة ، يسهل عليها المشي بالنسبة للمسلمين وبالنسبة لدوابهم ، وفي جهة قريش ، كان المطر غزيرا جدا حتى أوحل الأرض تحت أقدام قريش ،

و جعلت السير على الأرض أكثر صعوبة ، وضاقت نفوس قريش بهذا الماء قال تعالى : {{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ }} .

فلما جاء الصباح ، كان الصحابة في نشاط كبير، ونزل الماء وطهرهم وأذهب رجس الشيطان عنهم ، ولبد الأرض تحت أقدامهم .ثم نام جميع الجيش ، وكان في ذلك راحة لأجسامهم ، وكانت هذه آية أخرى من الله تعالى، لأن الإنسان إذا كان قلقا فإن هذا القلق يمنعه من النوم ، أما حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم – فقد استقبل القبلة مصليا وداعيا ربّه : اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة

(الجماعة من الناس) من أهل الإسلام لا تُعْبد في الأرض، فمازال يهتف بربه ماداً يديه متضرّعا باكيا ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه دون أن يشعر به، فأتاه أبو بكر مشفقا ، فأخذ رداءه وألقاه على منكبيه و التزمه من ورائه ، ثم نزل قوله تعالى :

{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} . وطلع فجر يوم الجمعة ١٧من رمضان يوم المعركة ، فنادى في المسلمين: الصلاة عباد الله ، فجاءه الناس فصلى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم – ثم استعدوا لخوض هذه المعركة .

ننتقل الآن مباشرة لمعسكر قريش نلقي نظرة سريعة ، فقد أرسلت قريش رجلا يستطلع لهم أخبار المسلمين اسمه {{ عمير بن وهب الجمحي }} فانطلق وعرف أن عدد المسلمين قرابة ال 300 مقاتل ، وبحث حول بدر إذا كان هناك بقية لجيش المسلمين، فلم ير شيئا فرجع إلى قريش وقال : ما وجدت شيئا غير هذا العدد ، ولكني قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا ،

[[ قصده المسلمون صحيح عددهم قليل ، ولكن من نظر اليهم يشعر أنهم جاءوا بالمصائب والموت ]] ، و نواضحُ يثرب تحمل الموت الناقع ، [[ اي الدواب التي تحمل المسلمين على ظهرها لا تحمل بشرا، إنما تحمل الموت الناقع أي الكثير ]] قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم ، والله ما أرى أن يُقتل رجلٌ منهم ، حتى يَقتل رجلاً منكم ، [[ من أشكالهم مستلحمين على الموت كل رجل يُقتل منهم سيقتل رجلا منكم ]] ،

فإذا أصابوا منكم أعدادكم ، فما خير العيش بعد ذلك؟؟ فأنظروا رأيكم. [[ يعني المسلمون كما قلنا عددهم ٣١٣ فأقل تقدير أن يَقتل كل رجل منهم رجلا منكم ، يعني رح ينقتل من قريش ٣١٣ ، يعني المعركة معهم مش رح تكون سهلة ابدا ،،،، فكروا منيح ]] .

فقام {{ عتبة بن ربيعة }} وقال : يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم، فإنكم إن فعلتم ، لا يزال ذلك في قلوبكم ، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه، فاجعلوا حقها برأسي وارجعوا . فصاح فيه فرعون هذه الأمة [[ أبو جهل ]] وقال: جبُنت والله حين رأيت محمدا وأصحابه ؟! فقال له عتبة: ستعلم من الجبان المفسد لقومه ، أما والله إني لأرى قوما كأنّ رؤوسهم الأفاعي وكأنّ وجوههم السيوف .

لا ننسى الذي يقود المعركة {{ الله جل في علاه }} فماذا فعل الله بهم ؟؟ {{ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ }} لقد دبّ الله الرعب في قلوبهم ، و وقع الخلاف بينهم ، وتزعزعت صفوفهم الداخلية .

ننتقل الآن لنلقي نظرة على جيش المسلمين ، فقد كانت الروح المعنوية للمسلمين عالية جدا ، هذا هو حبيب القلوب - صلى الله عليه وسلم - يخطب فيهم ويشجعهم ويقول لهم : إن الله تعالى قد وعده إحدى الطائفتين، العير أو النفير. [[ يعني إما تجارة قريش، أو جيش قريش وطالما أن العير قد فلتت فلابد أن يتحقق وعد الله تعالى بالانتصار على الجيش ]] ،
يبشرهم بالنصر ، ويقول لهم : إن عددهم هو نفس عدد جند طالوت عندما هزموا جالوت، وقال تعالى فيهم : {{ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ }}

نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - من بعيد [[ كان عتبة كما قلنا يخطب في قريش أن لا يقاتلوا محمدا وأصحابه ويتجادل مع أبي جهل ، و يمتطي جملا أحمر ]] فقال - صلى الله عليه وسلم - : إن يكن في القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر، يا علي قل لحمزة يعلم لنا من صاحب الجمل الأحمر من قريش ؟ فتقدم حمزة ، وكانت العرب رغم كفرها ذات أخلاق

[[ ما في قتال إلا بالمبارزة ، ما في غدر ]] ، فأخبر محمدا أنه هو {{ عتبة بن ربيعة }} . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : ألم أقل لكم فهو أعقل رجل في قريش ؟؟

[[ بس مين اللي ضيّع عقله ؟؟ أبو جهل ]] . . .

( يتبع )

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-17-21, 08:10 AM   #156
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 143 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بدر الكبرى / ج1))
______
طلع فجر يوم ١٧ رمضان ، وصلى المسلمون الفجر في جماعة ، وبدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك يرتب الجيش استعدادا للقتال وجعل جيش المسلمين يقف على هيئة صف ،وكان هذا أسلوبا جديدا تماما لم يكن يُستخدم في الحروب، فقد كان العرب يدخلون المعركة جماعة واحدة ثم بعد ذلك يقاتلون بالكر والفر [[ يعني التقدم والتراجع في ميدان المعركة ]] .

وسبب اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يقف جيش المسلمين على هيئة صف هو التفوق العددي الكبير لجيش المشركين ، فهم حوالي ثلاثة أضعاف جيش المسلمين ؛ فقد أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون القتال مع المشركين موزعا وليس مركزا في مكان واحد، فلا يستطيعون حصار المسلمين .

وأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يسوي صفوف أصحابه الذين علت وجوههم البشرى بالنصر ،وكان بيده - صلى الله عليه وسلم - عصا تشبه العود يقول للصحابة : استقم .. أدخل أنت في الصف ؛وكان رجل اسمه {{ سواد بن غزية }} قد برز من الصف ينظر إلى النبي معجبا مدهوشا ، فقال له النبي : استقم يا سواد وأدخل في الصف ،

[[ ولأنه مشدود إلى النبي لم يسمع ولم ينتبه]] ، فصاح النبي به مرة أخرى ... استقم يا سواد [[ ولم ينتبه سواد ]] . فاقترب منه النبي - صلى الله عليه وسلم - ووكزه بالعود في بطنه ليشدّ انتباهه ، وابتسم و قال : استقم يا سواد . وكان سواد لا يلبس إلا إزارا وعاري الصدر ومستعدا للحرب

[[ يعني بده يحارب . . . أما اليوم ؛ عدة وعتاد ولباس وخوذة ونُهزم هزيمة تلحقها هزيمة ]] فاغتنم الفرصة سواد وقال : يا رسول الله ، قد أوجعتني بعودك هذا فأقدني من نفسك !!

[[ أقدني يعني خليني آخذ حقي منك وأستد .. ليش تدقني بالعود على بطني؟؟ ]] فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - العود وقال له : استقد يا سواد [[ يعني خذ حقك ]] فأخذ سواد العود وقال : يا رسول الله ، لقد وكزتني وأنا عاري الصدر وأنت تلبس الثياب ، فاكشف لي عن بطنك حتى نكون سواء [[متعادلين ]] فتعجب الصحابة !! أيعقل أنه يريد أن يستد من رسول الله ويوكز النبي بالعود في بطنه ؟؟ !!

فكشف النبي عن بطنه حتى بان بياض بطنه - صلى الله عليه وسلم - فرمى سواد العود في الأرض ، وضم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخذ يقبل بطنه ويبكي . . و يبكي ويقول : فداك أبي وامي يا رسول الله . فقال له - صلى الله عليه وسلم - : ما حملك على هذا يا سواد ؟!! قال : بأبي وأمي يا رسول الله ، لقد رأيت ما حضر من قريش ، وقد يكون هذا اليوم آخر عهدي بالدينا ، فأحببت أن يكون آخر عهدي بها أن يلقى جلدي جلدك !! {{ وقد فاز بها سواد- رضي الله عنه - ومات شهيدا في بدر }}
هكذا أحب الصحابة رسول الله ، وهكذا أطاعوه ، وهكذا وقفوا معه ، ونحن ندّعي محبة النبي اليوم ، نسأل الله أن يهدينا إلى السبيل ، وكلّي أمل فيكم أنتم يا عشاق السيرة بأنكم تقرؤون و تأخذون الدروس و العبر ، ونقتدي بأخلاق نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – وصحابته الكرام

ثم قام - صلى الله عليه وسلم - بتنظيم صف لرماة الأسهم في مقدمة الجيش ، ثم صف بعده لحملة الرماح وكان الهدف هوصد هجوم الفرسان المتوقع في بداية المعركة ، وإحداث أكبر قدر من الخسائر في صفوف قريش مع بداية المعركة . . .

أطلت قريش وكانت على عطش تريد الماء ، فوجدوا المسلمين قد سبقوهم إلى الماء ، والتفوا حوله ، فذهلت قريش لما صنعه النبي وأصحابه ، وحاول رجال منهم اقتحام حوض المسلمين ليشربوا من الماء ، فرشقهم الصحابة بالنبل فقتلوهم قبل أن يقتربوا من البئر .
وقد بشّر - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بنزول الملائكة ، فتقول بعض الروايات إنه نظر إلى ابنة عمته [[ الزبير بن العوام ]]
وقد اعتم الزبير بعمامة صفراء فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :

يا زبير، هذه الملائكة قد نزلت على سيمتك واعتموا بعمامتك ، يقاتلون في صفوفكم [[ يعني كل الملائكة لابسين عمائم صفر مثلك ]] . ثم أخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحرض الجيش على القتال ، ويثير حماستهم ، ويعمل على رفع روحهم المعنوية قائلا : والذي نفس محمد بيده ، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا ، مقبلا غير مدبر ، إلا أدخله الله جنة عرضها السموات والأرض .
وكان رجل هناك يقال له {{عمير بن الحمام }} ،

فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم – متعجّبا :
يا رسول الله ، جنة عرضها السموات والأرض ؟!!!! فقال له النبي : نعم يا عمير. وكان بيد عمير تمرات يأكل منها ، فنظر إلى التمرات بيده ، ثم نظر إلى قريش وقال : بخٍ بخٍ ،، ما بيني وما بين دخول الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ، إنها لحياة طويلة حتى آكل تمرات فرماها من يده ، وانطلق داخل صفوف العدو يقاتل بقوة وحمية وشراسة، حتى مات شهيدا في سبيل الله في هذه المعركة .

بهذا الإيمان من الصحابة والثقة بالله ، نشروا دين الله حتى كنتم أنتم ، وأنا ثمار إيمانه


م ، ووصل الإسلام لنا وأصبحنا بفضل من الله نقول :

{{ لا إله إلا الله محمد رسول الله}}.

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 12:57 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا